15. فجاءوا إلَى بَني رأوبَينَ وبَني جادَ ونِصفِ سِبطِ مَنَسَّى إلَى أرضِ جِلعادَ، وكلَّموهُم قائلينَ:
16. «هكذا قالَتْ كُلُّ جَماعَةِ الرَّبِّ: ما هذِهِ الخيانَةُ الّتي خُنتُمْ بها إلهَ إسرائيلَ، بالرُّجوعِ اليومَ عن الرَّبِّ، ببُنيانِكُمْ لأنفُسِكُمْ مَذبَحًا لتَتَمَرَّدوا اليومَ علَى الرَّبِّ؟
17. أقَليلٌ لنا إثمُ فغورَ الّذي لَمْ نَتَطَهَّرْ مِنهُ إلَى هذا اليومِ، وكانَ الوَبأُ في جَماعَةِ الرَّبِّ،
18. حتَّى ترجِعوا أنتُمُ اليومَ عن الرَّبِّ؟ فيكونُ أنَّكُمُ اليومَ تتَمَرَّدونَ علَى الرَّبِّ، وهو غَدًا يَسخَطُ علَى كُلِّ جَماعَةِ إسرائيلَ.
19. ولكن إذا كانتْ نَجِسَةً أرضُ مُلكِكُمْ فاعبُروا إلَى أرضِ مُلكِ الرَّبِّ الّتي يَسكُنُ فيها مَسكَنُ الرَّبِّ وتَمَلَّكوا بَينَنا، وعلَى الرَّبِّ لا تتَمَرَّدوا، وعلَينا لا تتَمَرَّدوا ببِنائكُمْ لأنفُسِكُمْ مَذبَحًا غَيرَ مَذبَحِ الرَّبِّ إلهِنا.
20. أما خانَ عَخانُ بنُ زارَحَ خيانَةً في الحَرامِ، فكانَ السَّخَطُ علَى كُلِّ جَماعَةِ إسرائيلَ، وهو رَجُلٌ لَمْ يَهلِكْ وحدَهُ بإثمِهِ؟».
21. فأجابَ بَنو رأوبَينَ وبَنو جادَ ونِصفُ سِبطِ مَنَسَّى وقالوا لرؤَساءِ أُلوفِ إسرائيلَ:
22. «إلهُ الآلِهَةِ الرَّبُّ، إلهُ الآلِهَةِ الرَّبُّ هو يَعلَمُ، وإسرائيلُ سيَعلَمُ. إنْ كانَ بتمَرُّدٍ وإنْ كانَ بخيانَةٍ علَى الرَّبِّ، لا تُخَلِّصنا هذا اليومَ.
23. بُنيانُنا لأنفُسِنا مَذبَحًا للرُّجوعِ عن الرَّبِّ، أو لإصعادِ مُحرَقَةٍ علَيهِ أو تقدِمَةٍ أو لعَمَلِ ذَبائحِ سلامَةٍ علَيهِ، فالرَّبُّ هو يُطالِبُ.
24. وإنْ كُنّا لَمْ نَفعَلْ ذلكَ خَوْفًا وعَنْ سبَبٍ قائلينَ: غَدًا يُكلِّمُ بَنوكُمْ بَنينا قائلينَ: ما لكُمْ ولِلرَّبِّ إلهِ إسرائيلَ!
25. قد جَعَلَ الرَّبُّ تُخمًا بَينَنا وبَينَكُمْ يا بَني رأوبَينَ وبَني جادَ: الأُردُنُّ. ليس لكُمْ قِسمٌ في الرَّبِّ. فيَرُدُّ بَنوكُمْ بَنينا حتَّى لا يَخافوا الرَّبَّ.
26. فقُلنا نَصنَعُ نَحنُ لأنفُسِنا. نَبني مَذبَحًا، لا للمُحرَقَةِ ولا للذَّبيحَةِ،
27. بل ليكونَ هو شاهِدًا بَينَنا وبَينَكُمْ وبَينَ أجيالِنا بَعدَنا، لكَيْ نَخدُمَ خِدمَةَ الرَّبِّ أمامَهُ بمُحرَقاتِنا وذَبائحِنا وذَبائحِ سلامَتِنا، ولا يقولُ بَنوكُمْ غَدًا لبَنينا: ليس لكُمْ قِسمٌ في الرَّبِّ.
28. وقُلنا: يكونُ مَتَى قالوا كذا لنا ولأجيالِنا غَدًا، أنَّنا نَقولُ: اُنظُروا شِبهَ مَذبَحِ الرَّبِّ الّذي عَمِلَ آباؤُنا، لا للمُحرَقَةِ ولا للذَّبيحَةِ، بل هو شاهِدٌ بَينَنا وبَينَكُمْ.
29. حاشا لنا مِنهُ أنْ نَتَمَرَّدَ علَى الرَّبِّ ونَرجِعَ اليومَ عن الرَّبِّ لبِناءِ مَذبَحٍ للمُحرَقَةِ أو التَّقدِمَةِ أو الذَّبيحَةِ، عَدا مَذبَحِ الرَّبِّ إلهِنا الّذي هو قُدّامَ مَسكَنِهِ».
30. فسمِعَ فينحاسُ الكاهِنُ ورؤَساءُ الجَماعَةِ ورؤوسُ أُلوفِ إسرائيلَ الّذينَ معهُ الكلامَ الّذي تكلَّمَ بهِ بَنو رأوبَينَ وبَنو جادَ وبَنو مَنَسَّى، فحَسُنَ في أعيُنِهِمْ.
31. فقالَ فينحاسُ بنُ ألِعازارَ الكاهِنِ لبَني رأوبَينَ وبَني جادَ وبَني مَنَسَّى: «اليومَ عَلِمنا أنَّ الرَّبَّ بَينَنا لأنَّكُمْ لَمْ تخونوا الرَّبَّ بهذِهِ الخيانَةِ. فالآنَ قد أنقَذتُمْ بَني إسرائيلَ مِنْ يَدِ الرَّبِّ».
32. ثُمَّ رَجَعَ فينحاسُ بنُ ألِعازارَ الكاهِنِ والرّؤَساءُ مِنْ عِندِ بَني رأوبَينَ وبَني جادَ مِنْ أرضِ جِلعادَ إلَى أرضِ كنعانَ إلَى بَني إسرائيلَ، ورَدّوا علَيهِمْ خَبَرًا.
33. فحَسُنَ الأمرُ في أعيُنِ بَني إسرائيلَ، وبارَكَ بَنو إسرائيلَ اللهَ، ولَمْ يَفتَكِروا بالصُّعودِ إليهِمْ للحَربِ وتَخريبِ الأرضِ الّتي كانَ بَنو رأوبَينَ وبَنو جادَ ساكِنينَ بها.