3. وأُحيطُ بكِ كالدّائرَةِ، وأُضايِقُ علَيكِ بحِصنٍ، وأُقيمُ علَيكِ مَتارِسَ.
4. فتتَّضِعينَ وتَتَكلَّمينَ مِنَ الأرضِ، ويَنخَفِضُ قَوْلُكِ مِنَ التُّرابِ، ويكونُ صوتُكِ كخَيالٍ مِنَ الأرضِ، ويُشَقشَقُ قَوْلُكِ مِنَ التُّرابِ.
5. ويَصيرُ جُمهورُ أعدائكِ كالغُبارِ الدَّقيقِ، وجُمهورُ العُتاةِ كالعُصافَةِ المارَّةِ. ويكونُ ذلكَ في لَحظَةٍ بَغتَةً،
6. مِنْ قِبَلِ رَبِّ الجُنودِ تُفتَقَدُ برَعدٍ وزَلزَلَةٍ وصوتٍ عظيمٍ، بزَوْبَعَةٍ وعاصِفٍ ولهيبِ نارٍ آكِلَةٍ.
7. ويكونُ كحُلمٍ، كرؤيا اللَّيلِ جُمهورُ كُلِّ الأُمَمِ المُتَجَنِّدينَ علَى أريئيلَ، كُلُّ المُتَجَنِّدينَ علَيها وعلَى قِلاعِها والّذينَ يُضايِقونَها.
8. ويكونُ كما يَحلُمُ الجائعُ أنَّهُ يأكُلُ، ثُمَّ يَستَيقِظُ وإذا نَفسُهُ فارِغَةٌ. وكما يَحلُمُ العَطشانُ أنَّهُ يَشرَبُ، ثُمَّ يَستَيقِظُ وإذا هو رازِحٌ ونَفسُهُ مُشتَهيةٌ. هكذا يكونُ جُمهورُ كُلِّ الأُمَمِ المُتَجَنِّدينَ علَى جَبَلِ صِهيَوْنَ.
9. توانَوْا وابهَتوا. تلَذَّذوا واعمَوْا. قد سكِروا وليس مِنَ الخمرِ. ترَنَّحوا وليس مِنَ المُسكِرِ.
10. لأنَّ الرَّبَّ قد سكَبَ علَيكُمْ روحَ سُباتٍ وأغمَضَ عُيونَكُمُ. الأنبياءُ ورؤَساؤُكُمُ النّاظِرونَ غَطّاهُمْ.
11. وصارَتْ لكُمْ رؤيا الكُلِّ مِثلَ كلامِ السِّفرِ المَختومِ الّذي يَدفَعونَهُ لعارِفِ الكِتابَةِ قائلينَ: «اقرأْ هذا». فيقولُ: «لا أستَطيعُ لأنَّهُ مَختومٌ».
12. أو يُدفَعُ الكِتابُ لمَنْ لا يَعرِفُ الكِتابَةَ ويُقالُ لهُ: «اقرأْ هذا». فيقولُ: «لا أعرِفُ الكِتابَةَ».
13. فقالَ السَّيِّدُ: «لأنَّ هذا الشَّعبَ قد اقتَرَبَ إلَيَّ بفَمِهِ وأكرَمَني بشَفَتَيهِ، وأمّا قَلبُهُ فأبعَدَهُ عَنّي، وصارَتْ مَخافَتُهُمْ مِنّي وصيَّةَ النّاسِ مُعَلَّمَةً.
14. لذلكَ هأنَذا أعودُ أصنَعُ بهذا الشَّعبِ عَجَبًا وعَجيبًا، فتبيدُ حِكمَةُ حُكَمائهِ، ويَختَفي فهمُ فُهَمائهِ».