9. وَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْوَلِيمَةِ الْمَاءَ الَّذِي كَانَ قَدْ تَحَوَّلَ إِلَى خَمْرٍ، وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَصْدَرَهُ، أَمَّا الْخَدَمُ الَّذِينَ قَدَّمُوهُ فَكَانُوا يَعْرِفُونَ، اسْتَدْعَى الْعَرِيسَ،
10. وَقَالَ لَهُ: «النَّاسُ جَمِيعاً يُقَدِّمُونَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَبَعْدَ أَنْ يَسْكَرَ الضُّيُوفُ يُقَدِّمُونَ لَهُمْ مَا كَانَ دُونَهَا جُودَةً. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ حَتَّى الآنَ!»
11. هَذِهِ الْمُعْجِزَةُ هِيَ الآيَةُ الأُولَى الَّتِي أَجْرَاهَا يَسُوعُ فِي قَانَا بِالْجَلِيلِ، وَأَظْهَرَ مَجْدَهُ، فَآمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ.
12. وَبَعْدَ هَذَا، نَزَلَ يَسُوعُ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى مَدِينَةِ كَفْرَنَاحُومَ، حَيْثُ أَقَامُوا بِضْعَةَ أَيَّامٍ.
13. وَإِذِ اقْتَرَبَ عِيدُ الْفِصْحِ الْيَهُودِيُّ، صَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ،
14. فَوَجَدَ فِي الْهَيْكَلِ بَاعَةَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمَامِ، وَالصَّيَارِفَةَ جَالِسِينَ إِلَى مَوَائِدِهِمْ،
15. فَجَدَلَ سَوْطاً مِنْ حِبَالٍ، وَطَرَدَهُمْ جَمِيعاً مِنَ الْهَيْكَلِ، مَعَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ، وَبَعْثَرَ نُقُودَ الصَّيَارِفَةِ وَقَلَبَ مَنَاضِدَهُمْ،
16. وَقَالَ لِبَائِعِي الْحَمَامِ: «أَخْرِجُوا هَذِهِ مِنْ هُنَا. لاَ تَجْعَلُوا بَيْتَ أَبِي بَيْتاً لِلتِّجَارَةِ!»
17. فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ جَاءَ فِي الْكِتَابِ: «الْغَيْرَةُ عَلَى بَيْتِكَ تَأْكُلُنِي».
18. فَتَصَدَّى الْيَهُودُ لِيَسُوعَ وَقَالُوا لَهُ: «هَاتِ آيَةً تُثْبِتُ سُلْطَتَكَ لِفِعْلِ مَا فَعَلْتَ!»
19. أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «اهْدِمُوا هَذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ».
20. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «اقْتَضَى بِنَاءُ هَذَا الْهَيْكَلِ سِتَّةً وَأَرْبَعِينَ عَاماً، فَهَلْ تُقِيمُهُ أَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ؟»
21. وَلكِنَّهُ كَانَ يُشِيرُ إِلَى هَيْكَلِ جَسَدِهِ.
22. فَلَمَّا قَامَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ فِيمَا بَعْدُ تَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ قَوْلَهُ هَذَا، فَآمَنُوا بِالْكِتَابِ وَبِالْكَلاَمِ الَّذِي قَالَهُ يَسُوعُ.
23. وَبَيْنَمَا كَانَ فِي أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ، آمَنَ بِاسْمِهِ كَثِيرُونَ إِذْ شَهِدُوا الآيَاتِ الَّتِي أَجْرَاهَا.
24. وَلَكِنَّهُ هُوَ لَمْ يَأْتَمِنْهُمْ عَلَى نَفْسِهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ الْجَمِيعَ
25. وَلَمْ يَكُنْ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يَشْهَدُ لَهُ عَنِ الإِنْسَانِ، لأَنَّهُ يَعْرِفُ دَخِيلَةَ الإِنْسَانِ.