3. فَأَرْسَلَ مَلِكُ أَرِيحَا إِلَى رَاحَابَ يَقُولُ: ”أَخْرِجِي الرَّجُلَيْنِ اللَّذَيْنِ أَتَيَا إِلَيْكِ وَدَخَلَا دَارَكِ، لِأَنَّهُمَا أَتَيَا لِيَتَجَسَّسَا الْأَرْضَ كُلَّهَا.“
4. لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أَخَذَتِ الرَّجُلَيْنِ وَخَبَّأَتْهُمَا وَقَالَتْ: ”نَعَمْ، جَاءَ إِلَيَّ الرَّجُلَانِ وَلَمْ أَعْلَمْ مِنْ أَيْنَ هُمَا.
5. وَخَرَجَا قَبْلَ إِغْلَاقِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ، عِنْدَ حُلُولِ الظَّلَامِ، وَلَا أَعْلَمُ أَيْنَ ذَهَبَا. فَأَسْرِعُوا وَرَاءَهُمَا حَتَّى تَلْحَقُوا بِهِمَا.“
6. أَمَّا هِيَ، فَأَطْلَعَتْهُمَا عَلَى السَّطْحِ، وَأَخْفَتْهُمَا بَيْنَ عِيدَانِ كَتَّانٍ لَهَا مُكَوَّمَةٍ فَوْقَ السَّطْحِ.
7. فَرَاحَ رِجَالُ الْمَلِكِ وَرَاءَهُمَا فِي الطَّرِيقِ الْمُتَّجِهَةِ إِلَى مَعَابِرِ نَهْرِ الْأُرْدُنِّ. وَلَمَّا خَرَجُوا، أَغْلَقَ الْمَسْئُولُونَ بَوَّابَةَ الْمَدِينَةِ.
8. وَقَبْلَ أَنْ يَنَامَ الْجَاسُوسَانِ، صَعِدَتْ رَاحَابُ إِلَى السَّطْحِ،
9. وَقَالَتْ لَهُمَا: ”أَنَا عَارِفَةٌ أَنَّ اللهَ أَعْطَاكُمْ هَذِهِ الْأَرْضَ، وَنَحْنُ أَصْبَحْنَا خَائِفِينَ جِدًّا مِنْكُمْ، حَتَّى إِنَّ كُلَّ سُكَّانِ هَذِهِ الْبِلَادِ ذَابُوا مِنَ الْخَوْفِ مِنْكُمْ.
10. لِأَنَّنَا سَمِعْنَا كَيْفَ جَفَّفَ اللهُ لَكُمْ مِيَاهَ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ لَمَّا خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ، وَمَا عَمِلْتُمُوهُ بِمَلِكَيِ الْأَمُورِيِّينَ اللَّذَيْنِ فِي شَرْقِ نَهْرِ الْأُرْدُنِّ، سِيحُونَ وَعُوجَ، اللَّذَيْنِ أَفْنَيْتُمُوهُمَا.
11. سَمِعْنَا فَذَابَتْ قُلُوبُنَا، وَضَاعَتْ مِنَّا شَجَاعَتُنَا بِسَبَبِكُمْ، لِأَنَّ الْمَوْلَى إِلَهَكُمْ هُوَ الْإِلَهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلَى الْأَرْضِ مِنْ تَحْتُ.
12. فَالْآنَ، اِحْلِفَا لِي بِاللهِ، إِنَّهُ كَمَا عَمِلْتُ مَعَكُمَا مَعْرُوفًا، أَنْتُمَا أَيْضًا تَعْمَلَانِ مَعَ عَائِلَتِي مَعْرُوفًا، وَتُعْطِيَانِي عَلَامَةً أَكِيدَةً أَنَّكُمَا
13. تُبْقِيَانِ حَيَاةَ أَبِي وَأُمِّي وَإِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي، وَكُلَّ مَا لَهُمْ، وَتُنْقِذَانِ أَنْفُسَنَا مِنَ الْمَوْتِ.“
14. فَقَالَ لَهَا الرَّجُلَانِ: ”نَفْدِيكُمْ بِحَيَاتِنَا، بِشَرْطِ أَنْ لَا تُفْشُوا أَمْرَنَا. وَحِينَ يُعْطِينَا اللهُ الْأَرْضَ، نَعْمَلُ مَعَكِ مَعْرُوفًا وَنُسَدِّدُ الْأَمَانَةَ.“