روما 9:4-21 شريف (SAB)

4. فَهُمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ جَعَلَهُمُ اللهُ أَبْنَاءَهُ، وَأَظْهَرَ لَهُمْ جَلَالَهُ، وَأَعْطَاهُمُ الْعُهُودَ وَالشَّرِيعَةَ وَالْعِبَادَةَ وَالْوُعُودَ.

5. وَهُمْ نَسْلُ الْآبَاءِ الْأَوَّلِينَ، وَأَيْضًا الْعَائِلَةُ الْبَشَرِيَّةُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا الْمَسِيحُ، الَّذِي هُوَ اللهُ الْمُعَظَّمُ فَوْقَ الْكُلِّ، لَهُ الْحَمْدُ إِلَى الْأَبَدِ. آمِينَ.

6. هَذَا لَا يَعْنِي أَنَّ اللهَ لَمْ يَحْفَظْ وَعْدَهُ، بَلْ لَيْسَ كُلُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ هُمْ شَعْبَ اللهِ بِحَقٍّ،

7. وَلَا كُلُّ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ أَبْنَاؤُهُ بِحَقٍّ. إِنَّمَا قَالَ اللهُ لِإِبْرَاهِيمَ: ”عَنْ طَرِيقِ إِسْحَاقَ يَكُونُ نَسْلُكَ.“

8. هَذَا يَعْنِي أَنَّ لَيْسَ كُلُّ نَسْلِ إِبْرَاهِيمَ هُمْ أَبْنَاءَ اللهِ، بَلِ الَّذِينَ جَاءُوا حَسَبَ وَعْدِ اللهِ يُعْتَبَرُونَ نَسْلَ إِبْرَاهِيمَ بِحَقٍّ.

9. وَكَانَ نَصُّ الْوَعْدِ هُوَ: ”سَأَرْجِعُ فِي الْوَقْتِ الْمُحَدَّدِ، وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ.“

10. لَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ، بَلْ إِنَّ وَلَدَيْ رِفْقَةَ كَانَ لَهُمَا أَبٌ وَاحِدٌ هُوَ أَبُونَا إِسْحَاقُ.

11. لَكِنْ قَبْلَ أَنْ يُولَدَا، وَقَبْلَ أَنْ يَعْمَلَا خَيْرًا أَوْ شَرًّا، وَلِكَيْ تُنَفَّذَ خِطَّةُ اللهِ فِي الِاخْتِيَارِ، لِأَنَّهُ يَخْتَارُ النَّاسَ لَا عَلَى أَسَاسِ أَعْمَالِهِمْ بَلْ بِدَعْوَةٍ مِنْهُ،

12. قَالَ اللهُ لِرِفْقَةَ إِنَّ الْكَبِيرَ يَكُونُ خَادِمًا لِلصَّغِيرِ.

13. وَقَالَ أَيْضًا فِي كِتَابِهِ: ”أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَكَرِهْتُ الْعِيصَ.“

14. فَمَا مَعْنَى هَذَا؟ هَلِ اللهُ ظَالِمٌ؟ لَا، بَلْ مُنَزَّهٌ هُوَ عَنْ ذَلِكَ!

15. فَقَدْ قَالَ لِمُوسَى: ”إِنِّي أَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ، وَأَشْفِقُ عَلَى مَنْ أَشْفِقُ.“

16. فَالِاخْتِيَارُ إِذَنْ يَعْتَمِدُ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ، لَا عَلَى رَغْبَةِ الْإِنْسَانِ أَوْ مَجْهُودِهِ.

17. وَقَدْ قَالَ اللهُ فِي الْكِتَابِ لِفِرْعَوْنَ: ”إِنِّي أَقَمْتُكَ لِكَيْ أُظْهِرَ قُوَّتِي بِوَاسِطَتِكَ، وَلِكَيْ يُخْبِرَ النَّاسُ بِاسْمِي فِي كُلِّ الْعَالَمِ.“

18. فَهُوَ إِنْ أَرَادَ أَنْ يَرْحَمَ وَاحِدًا يَرْحَمُهُ. وَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُقَسِّيَ قَلْبَ وَاحِدٍ، يُقَسِّي قَلْبَهُ.

19. فَيَقُولُ لِي وَاحِدٌ مِنْكُمْ: ”إِذَنْ لِمَاذَا يَلُومُنَا اللهُ؟ وَمَنْ يَقْدِرُ أَنْ يُقَاوِمَ مَشِيئَتَهُ؟“

20. فَأُجِيبُكَ: مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الْإِنْسَانُ حَتَّى تَرُدَّ عَلَى اللهِ؟ هَلْ يَعْتَرِضُ الْوِعَاءُ عَلَى صَانِعِهِ وَيَقُولُ: ”لِمَاذَا صَنَعْتَنِي بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ؟“

21. إِنَّ مِنْ حَقِّ الْفَخَّارِيِّ أَنْ يَعْمَلَ مَا يَشَاءُ بِالطِّينِ، فَيَعْمَلَ مِنْ نَفْسِ الْقِطْعَةِ إِنَاءً لِاسْتِعْمَالٍ كَرِيمٍ، وَآخَرَ لِاسْتِعْمَالٍ وَضِيعٍ.

روما 9