4. وَكَانُوا يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيُسَبِّحُونَ الْآلِهَةَ الْمَصْنُوعَةَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ وَنُحَاسٍ وَحَدِيدٍ وَخَشَبٍ وَحَجَرٍ.
5. وَفَجْأَةً ظَهَرَتْ أَصَابِعُ يَدِ إِنْسَانٍ، وَكَتَبَتْ بِجِوَارِ الْمِصْبَاحِ عَلَى بَيَاضِ حَائِطِ قَصْرِ الْمَلِكِ. وَرَأَى الْمَلِكُ الْيَدَ وَهِيَ تَكْتُبُ.
6. فَاصْفَرَّ وَجْهُ الْمَلِكِ وَارْتَعَبَ وَانْحَلَّتْ مَفَاصِلُهُ وَارْتَجَفَتْ رُكْبَتَاهُ.
7. وَصَرَخَ بِشِدَّةٍ وَطَلَبَ أَنْ يُحْضِرُوا الْحُوَاةَ وَالْمُنَجِّمِينَ وَمَنْ يُمَارِسُونَ الْعِلْمَ بِالْغَيْبِ. وَقَالَ الْمَلِكُ لِحُكَمَاءِ بَابِلَ هَؤُلَاءِ: ”أَيُّ وَاحِدٍ يَقْرَأُ هَذِهِ الْكِتَابَةَ وَيُفَسِّرُهَا لِي، يَلْبَسُ الْأُرْجُوَانَ وَسِلْسِلَةً مِنْ ذَهَبٍ حَوْلَ رَقَبَتِهِ وَيُصْبِحُ الْمُتَسَلِّطَ الثَّالِثَ فِي الْمَمْلَكَةِ.“
8. فَجَاءَ كُلُّ حُكَمَاءِ الْمَلِكِ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَقْرَأُوا الْكِتَابَةَ، وَلَا أَنْ يُفَسِّرُوهَا لِلْمَلِكِ.
9. فَارْتَعَبَ الْمَلِكُ بَلْشَصْرُ أَكْثَرَ، وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ جِدًّا، وَاضْطَرَبَ عُظَمَاؤُهُ.
10. فَلَمَّا سَمِعَتْ أُمُّ الْمَلِكِ هَذَا الْكَلَامَ، دَخَلَتْ قَاعَةَ الْوَلِيمَةِ وَقَالَتْ: ”لِيَحْيَا الْمَلِكُ! لَا تَنْزَعِجْ أَيُّهَا الْمَلِكُ، وَلَا يَصْفَرَّ وَجْهُكَ!
11. فِي مَمْلَكَتِكَ يُوجَدُ رَجُلٌ فِيهِ رُوحُ الْآلِهَةِ الْقُدُّوسِينَ. وَفِي أَيَّامِ أَبِيكَ تَمَيَّزَ بِفَهْمٍ وَذَكَاءٍ وَحِكْمَةٍ كَحِكْمَةِ الْآلِهَةِ الْقُدُّوسِينَ. وَأَبُوكَ الْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصْرُ عَيَّنَهُ كَبِيرَ السَّحَرَةِ وَالْحُوَاةِ وَالْمُنَجِّمِينَ وَمَنْ يُمَارِسُونَ الْعِلْمَ بِالْغَيْبِ. أَبُوكَ الْمَلِكُ عَمِلَ هَذَا.
12. هَذَا الرَّجُلُ هُوَ دَانِيَالُ الَّذِي سَمَّاهُ الْمَلِكُ بَلْطَشَاصَرَ. فَهُوَ يَتَمَيَّزُ بِمَقْدِرَةٍ غَيْرِ عَادِيَّةٍ وَمَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، وَيُفَسِّرُ الْأَحْلَامَ وَيَفُكُّ الْأَلْغَازَ وَيَحُلُّ الْعُقَدَ. فَلَيْتَكَ تَسْتَدْعِي دَانِيَالَ الْآنَ لِيُفَسِّرَ لَكَ الْكِتَابَةَ.“
13. فَأَحْضَرُوا دَانِيَالَ أَمَامَ الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: ”هَلْ أَنْتَ هُوَ دَانِيَالُ مِنَ الْأَسْرَى الَّذِينَ أَحْضَرَهُمْ أَبِي مِنْ بِلَادِ يَهُوذَا؟