16. وَفِي نِهَايَةِ الْأَيَّامِ الـ7، قَالَ اللهُ لِي:
17. ”يَا ابْنَ آدَمَ، أَنَا جَعَلْتُكَ رَقِيبًا عَلَى الشَّعْبِ. فَاسْمَعِ الْكَلَامَ الَّذِي أَقُولُهُ وَأَنْذِرْهُمْ نِيَابَةً عَنِّي.
18. إِنْ حَكَمْتُ عَلَى وَاحِدٍ شِرِّيرٍ بِالْمَوْتِ عِقَابًا لَهُ، وَلَكِنَّكَ لَا تُنْذِرُهُ وَلَا تُحَذِّرُهُ لِيَرْجِعَ عَنْ سُلُوكِهِ الرَّدِيءِ لِيَحْيَا، فَهَذَا الشِّرِّيرُ يَهْلِكُ فِي شَرِّهِ، وَلَكِنَّكَ تَكُونُ مَسْئُولًا عَنْ هَلَاكِهِ.
19. أَمَّا إِنْ أَنْذَرْتَهُ، وَلَمْ يَرْجِعْ عَنْ شَرِّهِ وَعَنْ سُلُوكِهِ الرَّدِيءِ، فَإِنَّهُ يَهْلِكُ فِي شَرِّهِ، لَكِنَّكَ تَكُونُ أَنْتَ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ.
20. وَكَذَلِكَ إِنْ ضَلَّ الصَّالِحُ عَنْ صَلَاحِهِ، وَارْتَكَبَ الشَّرَّ، وَجَعَلْتُهُ يَسْقُطُ، فَإِنَّهُ يَهْلِكُ. وَحَيْثُ إِنَّكَ لَمْ تُنْذِرْهُ، فَهُوَ يَهْلِكُ فِي شَرِّهِ، وَلَا أَذْكُرُ مَا عَمِلَهُ مِنْ صَلَاحٍ، وَلَكِنَّكَ تَكُونُ مَسْئُولًا عَنْ هَلَاكِهِ.
21. أَمَّا إِنْ كُنْتَ تُنْذِرُ الصَّالِحَ لِكَيْ لَا يُخْطِئَ، فَلَمْ يُخْطِئْ، فَإِنَّهُ يَحْيَا لِأَنَّهُ أُنْذِرَ، وَتَكُونُ أَنْتَ نَجَّيْتَ نَفْسَكَ.“
22. ثُمَّ حَلَّتْ عَلَيَّ قُوَّةُ اللهِ هُنَاكَ، وَقَالَ لِي: ”قُمُ اخْرُجْ إِلَى الْوَادِي وَهُنَاكَ أُكَلِّمُكَ.“
23. فَقُمْتُ وَخَرَجْتُ إِلَى الْوَادِي، فَرَأَيْتُ جَلَالَ اللهِ وَاقِفًا هُنَاكَ كَالْجَلَالِ الَّذِي رَأَيْتُهُ عِنْدَ نَهْرِ خَابُورَ. فَسَقَطْتُ عَلَى وَجْهِي.
24. فَدَخَلَ الرُّوحُ فِيَّ وَأَقَامَنِي عَلَى قَدَمَيَّ، وَقَالَ لِي: ”اِذْهَبْ إِلَى دَارِكَ، وَأَغْلِقِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِكَ.
25. وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، سَيَرْبِطُونَكَ بِحِبَالٍ فَتَكُونُ مُقَيَّدًا لَا تَقْدِرُ أَنْ تَخْرُجَ بَيْنَهُمْ.
26. وَأَجْعَلُ لِسَانَكَ يَلْصَقُ بِحَنَكِكَ، فَتَصِيرُ أَخْرَسَ وَلَا تَقْدِرُ أَنْ تُوَبِّخَهُمْ، لِأَنَّهُمْ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ.