6. فَأَجَابَهُمْ: ”يَا مُنَافِقُونَ! كَانَ إِشَعْيَا عَلَى حَقٍّ لَمَّا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ بِقَوْلِ اللهِ فِي الْكِتَابِ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ، أَمَّا قَلْبُهُ فَبَعِيدٌ عَنِّي.
7. يَعْبُدُنِي عِبَادَةً هِيَ بِلَا قِيمَةٍ، وَالْعَقَائِدُ الَّتِي يُعَلِّمُهَا هِيَ وَصَايَا مِنْ تَأْلِيفِ النَّاسِ.
8. أَنْتُمْ أَهْمَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ، وَتَمَسَّكْتُمْ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ!“
9. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: ”مَا أَحْسَنَكُمْ! لَقَدْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِكَيْ تَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ!
10. فَإِنَّ مُوسَى قَالَ: ’أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ يَجِبُ أَنْ يُقْتَلَ.‘
11. أَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: ’إِنْ قَالَ وَاحِدٌ لِأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: ”مَا كُنْتُ أَعُولُكَ بِهِ هُوَ قُرْبَانٌ، أَيْ أَعْطَيْتُهُ للهِ“،
12. يُعْفَى هَذَا الشَّخْصُ مِنْ مُسَاعَدَةِ أَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ.‘
13. فَأَنْتُمْ نَقَضْتُمْ كَلَامَ اللهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الْمُتَوَارَثِ. وَأَيْضًا تَفْعَلُونَ أَشْيَاءَ أُخْرَى كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ.“
14. ثُمَّ دَعَا الْجُمْهُورَ إِلَيْهِ مَرَّةً أُخْرَى وَقَالَ لَهُمْ: ”اِسْمَعُونِي كُلُّكُمْ وَافْهَمُوا،
15. لَا شَيْءَ مِنْ خَارِجِ الْإِنْسَانِ إِذَا دَخَلَهُ يُمْكِنُ أَنْ يُنَجِّسَهُ، إِنَّمَا مَا يَخْرُجُ مِنَ الْإِنْسَانِ، هَذَا يُنَجِّسُ الْإِنْسَانَ.
16. اِسْمَعُونِي يَا مَنْ لَكُمْ آذَانٌ تَسْمَعُ!“
17. وَلَمَّا تَرَكَ الْجُمْهُورَ وَدَخَلَ إِلَى الدَّارِ، سَأَلَهُ تَلَامِيذُهُ عَنِ الْمَثَلِ.
18. فَقَالَ لَهُمْ: ”هَلْ أَنْتُمْ أَغْبِيَاءُ مِثْلُهُمْ؟ أَلَا تَعْرِفُونَ أَنَّ مَا يَدْخُلُ الْإِنْسَانَ مِنَ الْخَارِجِ لَا يُنَجِّسُهُ؟