2. وَلَمَّا حَلَّ السَّبْتُ، بَدَأَ يُعَلِّمُ فِي بَيْتِ الْعِبَادَةِ. فَكَثِيرُونَ لَمَّا سَمِعُوهُ تَعَجَّبُوا وَقَالُوا: ”مِنْ أَيْنَ حَصَلَ هَذَا الرَّجُلُ عَلَى هَذَا؟ مَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ، وَمِنْ أَيْنَ حَصَلَ عَلَى هَذِهِ الْقُوَّةِ لِعَمَلِ الْمُعْجِزَاتِ؟
3. أَلَيْسَ هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ؟ وَأَخَا يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسَمْعَانَ؟ أَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ هُنَا مَعْنَا؟“ وَلَمْ يُرِيدُوا أَنْ يَقْبَلُوهُ.
4. فَقَالَ لَهُمْ عِيسَـى: ”لَا كَرَامَةَ لِنَبِيٍّ فِي بَلْدَتِهِ وَبَيْنَ أَقَارِبِهِ وَمَعَ أَهْلِهِ.“
5. وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْمَلَ هُنَاكَ مُعْجِزَاتٍ، إِلَّا شِفَاءَ مَرْضَى قَلِيلِينَ بِأَنْ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ.
6. وَكَانَ مُنْدَهِشًا مِنْ عَدَمِ إِيمَانِهِمْ.وَكَانَ عِيسَـى يَطُوفُ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ وَهُوَ يُعَلِّمُ.
7. وَدَعَا إِلَيْهِ الِـ12، وَأَخَذَ يُرْسِلُهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ. وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً عَلَى الْأَرْوَاحِ الشِّرِّيرَةِ.
8. وَأَوْصَاهُمْ وَقَالَ: ”لَا تَأْخُذُوا مَعَكُمْ شَيْئًا لِلطَّرِيقِ غَيْرَ عَصًا فَقَطْ، لَا خُبْزًا، وَلَا مِزْوَدًا، وَلَا نُقُودًا فِي جُيُوبِكُمْ.
9. إِنَّمَا الْبَسُوا حِذَاءً، وَلَا تَلْبَسُوا ثَوْبًا إِضَافِيًّا.“
10. وَقَالَ لَهُمْ: ”وَأَيُّ دَارٍ تَدْخُلُونَهَا، أَقِيمُوا فِيهَا حَتَّى تَتْرُكُوا الْبَلْدَةَ.
11. وَأَيُّ مَكَانٍ يَرْفُضُ أَهْلُهُ أَنْ يَقْبَلُوكُمْ وَأَنْ يَسْمَعُوا لَكُمْ، اُخْرُجُوا مِنْهُ وَانْفُضُوا الْغُبَارَ عَنْ أَرْجُلِكُمْ إِنْذَارًا لَهُمْ.“
12. فَذَهَبُوا وَكَانُوا يَدْعُونَ النَّاسَ أَنْ يَتُوبُوا.
13. وَطَرَدُوا شَيَاطِينَ كَثِيرَةً، وَدَهَنُوا مَرْضَى كَثِيرِينَ بِالزَّيْتِ وَشَفَوْهُمْ.
14. وَسَمِعَ الْمَلِكُ هِيرُودِسُ عَنْ عِيسَـى، لِأَنَّ اسْمَهُ صَارَ مَشْهُورًا. وَكَانَ بَعْضُ النَّاسِ يَقُولُونَ عَنْهُ إِنَّهُ يَحْيَى قَامَ مِنَ الْمَوْتِ، لِذَلِكَ يَعْمَلُ الْمُعْجِزَاتِ.
15. لَكِنَّ آخَرِينَ قَالُوا: ”إِنَّهُ إِلْيَاسُ النَّبِيُّ.“ وَقَالَ غَيْرُهُمْ: ”هُوَ نَبِيٌّ مِثْلُ أَحَدِ الْأَنْبِيَاءِ الْأَوَّلِينَ.“
16. أَمَّا هِيرُودِسُ فَلَمَّا سَمِعَ قَالَ: ”هَذَا هُوَ يَحْيَى الَّذِي أَنَا قَطَعْتُ رَأْسَهُ، قَامَ مِنَ الْمَوْتِ.“
17. لِأَنَّ هِيرُودِسَ نَفْسَهُ كَانَ قَدْ أَرْسَلَ وَقَبَضَ عَلَى يَحْيَى وَقَيَّدَهُ فِي السِّجْنِ، بِسَبَبِ هِيرُودِيَّةَ امْرَأَةِ أَخِيهِ فِيلِيبَ. فَقَدْ تَزَوَّجَهَا هِيرُودِسُ،
18. وَكَانَ يَحْيَى يَقُولُ لَهُ: ”لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَأْخُذَ امْرَأَةَ أَخِيكَ.“
19. لِهَذَا كَانَتْ هِيرُودِيَّةُ تَحْقِدُ عَلَى يَحْيَى، وَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَهُ، لَكِنَّهَا لَمْ تَقْدِرْ.
20. لِأَنَّ هِيرُودِسَ كَانَ يَخَافُ مِنْ يَحْيَى، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ رَجُلٌ تَقِيٌّ وَصَالِحٌ، فَكَانَ يَحْمِيهِ، وَلَمَّا كَانَ يَسْتَمِعُ إِلَيْهِ كَانَ يَرْتَبِكُ جِدًّا، وَمَعَ ذَلِكَ فَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَسْتَمِعَ إِلَيْهِ.
21. وَأَخِيرًا حَانَتِ الْفُرْصَةُ لِهِيرُودِيَّةَ، لَمَّا أَقَامَ هِيرُودِسُ عَشَاءً لِعُظَمَائِهِ وَضُبَّاطِهِ وَأَعْيَانِ الْجَلِيلِ، لِلِاحْتِفَالِ بِعِيدِ مِيلَادِهِ.