3. ثُمَّ وَرَاءَ السِّـتَارَةِ الثَّانِيَةِ، الْقِسْـمُ الَّذِي يُسَـمَّى الْمَقْدِسَ الدَّاخِلِيَّ،
4. وَفِيهِ مَنَصَّةُ الْبَخُورِ وَهِيَ مِنْ ذَهَبٍ، وَصُـنْدُوقُ الْعَهْدِ وَكُلُّهُ مُغَشًّى بِالذَّهَبِ، وَبِدَاخِلِهِ جَرَّةُ الْمَنِّ وَهِيَ مِنْ ذَهَبٍ، وَعَصَـا هَارُونَ الَّتِي أَزْهَرَتْ، وَلَوْحَانِ مِنْ حَجَرٍ عَلَيْهِمَا وَصَـايَا الْعَهْدِ.
5. وَفَوْقَ الصُّـنْدُوقِ الْمَلَاكَانِ الْمُقَرَّبَانِ، يُعَبِّرَانِ عَنْ جَلَالِ اللهِ، وَأَجْنِحَتُهُمَا تُظَلِّلُ الْغِطَاءَ. لَكِنْ لَيْسَ هَذَا هُوَ الْمَجَالَ لِأَتَحَدَّثَ عَنْ هَذِهِ الْأُمُورِ بِالتَّفْصِـيلِ.
6. وَمَتَى تَمَّ إِعْدَادُ كُلِّ شَـيْءٍ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، يَدْخُلُ الْأَحْبَارُ فِي كُلِّ وَقْتٍ إِلَى الْقِسْـمِ الْأَوَّلِ، وَيَقُومُونَ بِفَرَائِضِ الْعِبَادَةِ.
7. أَمَّا الْقِسْـمُ الثَّانِي، فَيَدْخُلُ إِلَيْهِ الْحَبْرُ الْأَعْلَى وَحْدَهُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي السَّـنَةِ. وَدَائِمًا يَأْخُذُ مَعَهُ الدَّمَ الَّذِي يُقَدِّمُهُ لِيُكَفِّرَ عَنْ ذُنُوبِهِ وَعَنِ الذُّنُوبِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا الشَّـعْبُ عَنْ جَهْلٍ مِنْهُمْ.
8. وَبِهَذَا أَرَادَ الرُّوحُ الْقُدُّوسُ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّهُ مَا دَامَتْ هَذِهِ الْخَيْمَةُ الْأَرْضِيَّةُ مَوْجُودَةً فَإِنَّ الطَّرِيقَ إِلَى الْمَقْدِسِ الْحَقِيقِيِّ السَّمَائِيِّ غَيْرُ مَفْتُوحٍ.
9. وَهَذَا يُشِـيرُ إِلَى الْوَقْتِ الْحَاضِرِ، فَإِنَّ الْقَرَابِينَ وَالضَّحَايَا الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا لَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُنَقِّيَ ضَمِيرَ مَنْ يُقَدِّمُهَا.
10. لِأَنَّهَا مُجَرَّدُ فَرَائِضَ خَارِجِيَّةٍ تَقْتَصِـرُ عَلَى الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ وَالْوُضُوءِ، لِذَلِكَ يُعْمَلُ بِهَا إِلَى أَنْ يَأْتِيَ وَقْتُ النِّظَامِ الْجَدِيدِ.