3. فَالِابْنُ هُوَ ضِيَاءُ جَلَالِ اللهِ، وَالتَّعْبِيرُ الصَّادِقُ عَنْ جَوْهَرِهِ، وَالَّذِي يَحْفَظُ كُلَّ مَا فِي الْكَوْنِ بِكَلِمَتِهِ الْقَدِيرَةِ. فَلَمَّا أَتَمَّ تَطْهِيرَ ذُنُوبِ الْإِنْسَانِ، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ الْجَلَالَةِ فِي السَّمَاءِ.
4. فَصَارَ الِابْنُ أَعْظَمَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَالِاسْمُ الَّذِي أَعْطَاهُ لَهُ اللهُ أَعْظَمَ مِنْ أَسْمَائِهِمْ.
5. لِأَنَّ اللهَ لَمْ يَقُلْ لِأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ: ”أَنْتَ ابْنِي، أَنَا الْيَوْمَ تَوَّجْتُكَ ابْنًا لِي.“ وَلَا قَالَ عَنْ أَيِّ وَاحِدٍ: ”أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا.“
6. وَلَكِنَّهُ يُقَدِّمُ ابْنَهُ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ وَيَقُولُ: ”يَجِبُ أَنْ تَسْجُدَ لَهُ كُلُّ مَلَائِكَةِ اللهِ.“
7. ثُمَّ يَقُولُ عَنِ الْمَلَائِكَةِ: ”صَنَعْتَ مَلَائِكَتَكَ رِيَاحًا، وَخُدَّامَكَ لَهِيبَ نَارٍ.“
8. لَكِنَّهُ يُخَاطِبُ الِابْنَ فَيَقُولُ: ”اللَّهُمَّ، عَرْشُكَ ثَابِتٌ إِلَى أَبَدِ الْآبِدِينَ، أَنْتَ تَمْلِكُ عَلَى شَعْبِكَ بِالْعَدْلِ،
9. أَنْتَ تُحِبُّ الْحَقَّ وَتَكْرَهُ الْبَاطِلَ، لِهَذَا عَظَّمَكَ اللهُ إِلَهُكَ فَوْقَ أَصْحَابِكَ، فَمَسَحَكَ بِزَيْتِ الْفَرَحِ.“
10. وَيَقُولُ لَهُ أَيْضًا: ”يَا رَبُّ، أَنْتَ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الْأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ،
11. هِيَ تَفْنَى وَأَنْتَ تَبْقَى، كُلُّهَا تَبْلَى كَمَا يَبْلَى الثَّوْبُ.
12. تَطْوِيهَا كُلَّهَا كَرِدَاءٍ، ثُمَّ تُغَيِّرُهَا كَثَوْبٍ، أَمَّا أَنْتَ فَتَدُومُ وَلَا تَتَغَيَّرُ، وَسِنُوكَ لَا تَنْتَهِي أَبَدًا.“
13. فَهَلْ قَالَ اللهُ لِأَيِّ وَاحِدٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا قَالَهُ لِلِابْنِ: ”اِجْلِسْ عَنْ يَمِينِي، حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ تَحْتَ قَدَمَيْكَ“؟ لَا.
14. فَالْمَلَائِكَةُ هِيَ أَرْوَاحٌ خَادِمَةٌ، يُرْسِلُهَا اللهُ لِتَخْدِمَ الَّذِينَ يَنَالُونَ النَّجَاةَ.