8. ثُمَّ قَالَ يَهُوذَا لِإِسْرَائِيلَ أَبِيهِ: ”أَرْسِلِ الْوَلَدَ مَعِي، فَنَذْهَبَ عَلَى الْفَوْرِ فَنَحْيَا نَحْنُ وَأَنْتَ وَأَوْلَادُنَا كُلُّنَا وَلَا نَمُوتُ.
9. أَنَا أَضْمَنُهُ وَأَكُونُ مَسْئُولًا عَنْهُ شَخْصِيًّا. وَإِنْ لَمْ أُرْجِعْهُ إِلَيْكَ، وَأُوقِفْهُ أَمَامَكَ، أَكُنْ مُذْنِبًا فِي حَقِّكَ طُولَ عُمْرِي.
10. فَلَوْ لَمْ نَتَأَخَّرْ فِي الذَّهَابِ لَكُنَّا سَافَرْنَا مَرَّتَيْنِ.“
11. فَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: ”إِنْ كَانَ لَا بُدَّ أَنْ تَذْهَبُوا فَافْعَلُوا هَذَا: خُذُوا مَعَكُمْ هَدِيَّةً لِلرَّجُلِ، ضَعُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ مِنْ أَحْسَنِ مَا تُنْتِجُهُ أَرْضُنَا، قَلِيلًا مِنَ الْبَلْسَمِ وَالْعَسَلِ، وَبَعْضَ التَّوَابِلِ وَالْمُرِّ وَالْفُسْتُقِ وَاللَّوْزِ.
12. وَخُذُوا مَعَكُمْ ضِعْفَ الْفِضَّةِ، فَتَرُدُّونَ لَهُمُ الْفِضَّةَ الَّتِي كَانَتْ فِي أَفْوَاهِ أَكْيَاسِكُمْ. لَعَلَّهُ كَانَ خَطَأً.
13. وَخُذُوا أَخَاكُمْ أَيْضًا مَعَكُمْ، وَارْجِعُوا إِلَى الرَّجُلِ بِسُرْعَةٍ.
14. لَيْتَ اللهَ الْقَدِيرَ يَجْعَلُهُ رَحِيمًا بِكُمْ، فَيَسْمَحَ لِأَخِيكُمُ الْآخَرِ وَبِنْيَمِينَ أَنْ يَرْجِعَا مَعَكُمْ. وَأَنَا إِنْ كَانَ لَا بُدَّ أَنْ أَفْقِدَ أَوْلَادِي، أَفْقِدُهُمْ.“
15. فَأَخَذَ الرِّجَالُ الْهَدَايَا وَضِعْفَ الْفِضَّةِ وَبِنْيَمِينَ، وَنَزَلُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى مِصْرَ وَمَثَلُوا أَمَامَ يُوسِفَ.
16. فَلَمَّا رَأَى يُوسِفُ بِنْيَمِينَ مَعَهُمْ، قَالَ لِوَكِيلِ دَارِهِ: ”خُذْ هَؤُلَاءِ الرِّجَالَ إِلَى دَارِي، وَاذْبَحْ ذَبِيحَةً وَأَعِدَّ الطَّعَامَ، لِأَنَّهُمْ سَيَأْكُلُونَ مَعِي فِي الْغَدَاءِ.“
17. فَفَعَلَ الرَّجُلُ كَمَا قَالَ يُوسِفُ، وَأَخَذَ الرِّجَالَ إِلَى دَارِ يُوسِفَ.
18. فَلَمَّا أَخَذَهُمْ إِلَى الدَّارِ، خَافُوا جِدًّا وَقَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: ”أَحْضَرُونَا إِلَى هُنَا بِسَبَبِ الْفِضَّةِ الَّتِي رَجَعَتْ فِي أَكْيَاسِنَا فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى. إِنَّهُ سَيَهْجُمُ عَلَيْنَا وَيَغْلِبُنَا وَيَأْخُذُنَا عَبِيدًا وَيَسْتَوْلِي عَلَى حَمِيرِنَا.“
19. فَذَهَبُوا إِلَى وَكِيلِ يُوسِفَ وَكَلَّمُوهُ عِنْدَ مَدْخَلِ الدَّارِ وَقَالُوا:
20. ”مِنْ فَضْلِكَ يَا سَيِّدُ، نَحْنُ نَزَلْنَا إِلَى هُنَا فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى لِنَشْتَرِيَ طَعَامًا،