10. لَا تَبْكُوا عَلَى الَّذِي مَاتَ وَلَا تَنْدُبُوهُ، بَلِ ابْكُوا عَلَى مَنْ يُؤْخَذُ أَسِيرًا لِأَنَّهُ لَا يَرْجِعُ لِيَرَى أَرْضَ مِيلَادِهِ.
11. فَالْمَوْلَى يَقُولُ عَنْ شَلُّومَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، الَّذِي مَلَكَ مَكَانَ أَبِيهِ يُوشِيَّا، وَالَّذِي ذَهَبَ أَسِيرًا مِنْ هُنَا، إِنَّهُ لَنْ يَرْجِعَ إِلَى هَذَا الْمَكَانِ،
12. بَلْ يَمُوتَ حَيْثُ أَسَرُوهُ، وَلَا يَرَى هَذِهِ الْأَرْضَ أَبَدًا.
13. ”وَيْلٌ لِمَنْ يَبْنِي قَصْرَهُ عَلَى الشَّرِّ، وَيُعَلِّيهِ عَلَى الظُّلْمِ، وَيَسْتَخْدِمُ الْآخَرِينَ بِلَا أُجْرَةٍ وَلَا يُعْطِيهِمْ حَقَّهُمْ.
14. وَيَقُولُ: ’أَبْنِي لِنَفْسِي قَصْرًا عَظِيمًا وَغُرَفًا وَاسِعَةً.‘ وَيَفْتَحُ فِيهِ نَوَافِذَ كَبِيرَةً، وَيُغَشِّي حِيطَانَهُ بِالْأَرْزِ، وَيَدْهِنُهُ بِاللَّوْنِ الْأَحْمَرِ.
15. هَلْ تَظُنُّ أَنَّكَ مَلِكٌ لِأَنَّ عِنْدَكَ أَرْزًا كَثِيرًا؟ كَانَ أَبُوكَ رَاضِيًا بِأَكْلِهِ وَشُرْبِهِ، وَعَمِلَ الْعَدْلَ وَالصَّلَاحَ فَنَجَحَ.
16. وَدَافَعَ عَنْ حَقِّ الْمِسْكِينِ وَالْفَقِيرِ فَنَجَحَ.“ فَالْمَوْلَى يَقُولُ: ”هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَعْرِفُنِي.
17. أَمَّا أَنْتَ فَكُلُّ مَا تَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ وَتُفَكِّرُ فِيهِ هُوَ الرِّبْحُ الْحَرَامُ، وَسَفْكُ دَمِ الْأَبْرِيَاءِ، وَالظُّلْمُ، وَالْخَطْفُ.“
18. لِذَلِكَ قَالَ اللهُ عَنْ يُويَاقِيمَ بْنِ يُوشِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا: ”عِنْدَمَا يَمُوتُ لَا يَنْدُبُونَهُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَيَقُولُونَ: ’حَسْرَةٌ يَا أَخِي!‘ أَوْ: ’حَسْرَةٌ يَا أُخْتِي!‘ وَلَا يَقُولُونَ عَنْهُ: ’مَاتَ سَيِّدِي!‘ أَوْ: ’رَاحَ جَلَالُهُ!‘
19. بَلْ يُدْفَنُ كَحِمَارٍ، فَيَسْحَبُونَهُ وَيَرْمُونَهُ بَعِيدًا عَنْ بَوَّابَاتِ الْقُدْسِ.
20. ”يَا مَدِينَةَ الْقُدْسِ، كُلُّ أَصْحَابِكِ هَلَكُوا، فَاصْعَدِي إِلَى لُبْنَانَ وَاصْرُخِي، اِرْفَعِي صَوْتَكِ فِي بَاشَانَ، اُصْرُخِي فِي عَبَارِيمَ!
21. أَنْذَرْتُكِ وَأَنْتِ مُسْتَرِيحَةٌ، فَقُلْتِ: ’لَا أَسْمَعُ.‘ أَنْتِ تَعَوَّدْتِ عَلَى هَذَا مُنْذُ صِبَاكِ، أَنَّكِ لَا تَسْمَعِينَ كَلَامِي.
22. لِذَلِكَ تَطْرُدُ الرِّيحُ كُلَّ رُعَاتِكِ، وَيُؤْخَذُ أَصْحَابُكِ أَسْرَى، فَتَخْجَلِينَ وَتَخْزِينَ بِسَبَبِ كُلِّ شَرِّكِ.