6. وَسَافَرَا فِي الْجَزِيرَةِ كُلِّهَا حَتَّى إِلَى بَافُوسَ. وَهُنَاكَ قَابَلَا سَاحِرًا يَهُودِيًّا اسْمُهُ بَارْيَشُوعُ، كَانَ يَدَّعِي أَنَّهُ نَبِيٌّ.
7. وَكَانَ مَعَ سَرْجِيُوسَ بُولُسَ الْحَاكِمِ. وَكَانَ الْحَاكِمُ رَجُلًا ذَكِيًّا، فَأَرْسَلَ إِلَى بَرْنَابَا وَشَاوُلَ وَطَلَبَ أَنْ يَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ.
8. فَعَارَضَهُمَا عَلِيمٌ السَّاحِرُ، وَهَذَا مَعْنَى اسْمِهِ، وَحَاوَلَ أَنْ يَمْنَعَ الْحَاكِمَ عَنِ الْإِيمَانِ.
9. لَكِنَّ شَاوُلَ الَّذِي اسْمُهُ أَيْضًا بُولُسُ امْتَلَأَ بِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ، وَقَالَ لِلسَّاحِرِ فِي وَجْهِهِ:
10. ”يَا ابْنَ إِبْلِيسَ، أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ بِالْخِدَاعِ وَالْغِشِّ، يَا عَدُوَّ كُلِّ صَلَاحٍ، أَلَا تَكُفُّ عَنْ إِفْسَادِ طُرُقِ رَبِّنَا الْمُسْتَقِيمَةِ؟
11. الْآنَ يَضْرِبُكَ رَبُّنَا فَتَكُونُ أَعْمَى وَلَا تَرَى حَتَّى نُورَ الشَّمْسِ إِلَى حِينٍ.“ وَفَجْأَةً جَاءَ عَلَى عَيْنَيْهِ ظَلَامٌ، وَكَانَ يَتَلَمَّسُ وَيُحَاوِلُ أَنْ يَجِدَ مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ.
12. وَرَأَى الْحَاكِمُ مَا جَرَى، فَانْدَهَشَ مِنَ التَّعْلِيمِ عَنْ عِيسَى وَآمَنَ.
13. وَأَبْحَرَ بُولُسُ وَزَمِيلَاهُ مِنْ بَافُوسَ، وَأَقْبَلُوا إِلَى بَرْجَةَ فِي بَمْفِيلِيَّةَ. لَكِنَّ يُوحَنَّا تَرَكَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا وَرَجَعَ إِلَى الْقُدْسِ.
14. أَمَّا هُمَا فَسَافَرَا مِنْ بَرْجَةَ وَوَصَلَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ الَّتِي فِي بِيسِيدِيَّةَ، وَذَهَبَا إِلَى بَيْتِ الْعِبَادَةِ يَوْمَ السَّبْتِ وَجَلَسَا.
15. وَبَعْدَ تِلَاوَةِ فَصْلٍ مِنَ التَّوْرَاةِ وَكُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ، أَرْسَلَ إِلَيْهِمَا الْمَسْئُولُونَ عَنْ بَيْتِ الْعِبَادَةِ يَقُولُونَ: ”أَيُّهَا الْأَخَوَانِ، إِنْ كَانَ عِنْدَكُمَا كَلِمَةُ تَشْجِيعٍ لِلشَّعْبِ، فَتَفَضَّلَا وَتَكَلَّمَا.“
16. فَوَقَفَ بُولُسُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَقَالَ: ”اِسْمَعُونِي يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَغَيْرَهُمْ مِمَّنْ يَتَّقُونَ اللهَ.
17. إِلَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ اخْتَارَ آبَاءَنَا. وَلَمَّا كَانَ هَذَا الشَّعْبُ غَرِيبًا فِي مِصْرَ، رَفَعَ شَأْنَهُمْ وَأَخْرَجَهُمْ مِنْ هُنَاكَ بِقُوَّتِهِ الْعَظِيمَةِ.
18. ثُمَّ احْتَمَلَهُمْ حَوَالَيْ 40 سَنَةً فِي الصَّحْرَاءِ.