3. إِنْ كُنَّا نَعْمَلُ بِوَصَايَاهُ، فَهَذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّنَا نَعْرِفُهُ.
4. مَنْ يَقُولُ إِنَّهُ يَعْرِفُهُ، لَكِنَّهُ لَا يَعْمَلُ بِوَصَايَاهُ، هُوَ كَذَّابٌ وَالْحَقُّ لَيْسَ فِيهِ.
5. أَمَّا مَنْ يَعْمَلُ بِكَلَامِ اللهِ، فَإِنَّ مَحَبَّةَ اللهِ تَصِلُ فِيهِ إِلَى الْكَمَالِ حَقًّا. وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا نَنْتَمِي للهِ.
6. مَنْ يَقُولُ إِنَّهُ يَنْتَمِي لَهُ، يَجِبُ أَنْ يَعِيشَ كَمَا عَاشَ الْمَسِيحُ.
7. يَا أَحِبَّائِي، إِنَّ الْوَصِيَّةَ الَّتِي أَكْتُبُهَا لَكُمْ هُنَا لَيْسَتْ جَدِيدَةً عَلَيْكُمْ، بَلْ قَدِيمَةً وَتَعْرِفُونَهَا مِنَ الْأَوَّلِ. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ، هِيَ الرِّسَالَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا.
8. وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى، فَإِنِّي أَكْتُبُ لَكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً تَظْهَرُ حَقِيقَتُهَا فِي الْمَسِيحِ وَفِيكُمْ أَنْتُمْ. لِأَنَّ الظَّلَامَ بَدَأَ يَزُولُ، وَالنُّورَ الْحَقَّ أَشْرَقَ فِعْلًا.
9. مَنْ يَقُولُ إِنَّهُ فِي النُّورِ، وَلَكِنَّهُ فِي نَفْسِ الْوَقْتِ يَكْرَهُ أَخَاهُ، فَهُوَ مَا زَالَ فِي الظَّلَامِ.
10. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَحْيَا فِي النُّورِ، وَلَا شَيْءَ يَجْعَلُهُ يَعْثُرُ.
11. أَمَّا مَنْ يَكْرَهُ أَخَاهُ، فَهُوَ فِي الظَّلَامِ، وَفِي الظَّلَامِ يَتَخَبَّطُ، وَلَا يَعْرِفُ إِلَى أَيْنَ هُوَ ذَاهِبٌ لِأَنَّ الظَّلَامَ أَعْمَى عَيْنَيْهِ.
12. يَا أَوْلَادِيَ الْأَعِزَّاءَ، أَكْتُبُ لَكُمْ لِأَنَّ اللهَ غَفَرَ ذُنُوبَكُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِ الْمَسِيحِ.
13. أَيُّهَا الْآبَاءُ، أَكْتُبُ لَكُمْ لِأَنَّكُمْ تَعْرِفُونَ الَّذِي هُوَ مَوْجُودٌ مِنَ الْبِدَايَةِ. أَيُّهَا الشَّبَابُ، أَكْتُبُ لَكُمْ لِأَنَّكُمْ غَلَبْتُمْ إِبْلِيسَ الشِّرِّيرَ.
14. يَا أَوْلَادِيَ الْأَعِزَّاءَ، أَكْتُبُ لَكُمْ لِأَنَّكُمْ تَعْرِفُونَ الْأَبَ. أَيُّهَا الْآبَاءُ، أَكْتُبُ لَكُمْ لِأَنَّكُمْ تَعْرِفُونَ الَّذِي هُوَ مَوْجُودٌ مِنَ الْبِدَايَةِ. أَيُّهَا الشَّبَابُ، أَكْتُبُ لَكُمْ لِأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةَ اللهِ فِي قُلُوبِكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمْ إِبْلِيسَ الشِّرِّيرَ.
15. لَا تُحِبُّوا الدُّنْيَا، وَلَا الْأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الدُّنْيَا. مَنْ يُحِبُّ الدُّنْيَا، لَا يُحِبُّ الْأَبَ.
16. لِأَنَّ كُلَّ مَا تُقَدِّمُهُ الدُّنْيَا هُوَ شَهْوَةُ الطَّبِيعَةِ الدَّنِيئَةِ، وَشَهْوَةُ الْعُيُونِ، وَالتَّبَاهِي بِأُمُورِ الْحَيَاةِ، وَهَذِهِ لَا تَأْتِي مِنَ الْأَبِ بَلْ مِنَ الدُّنْيَا.
17. لَكِنَّ الدُّنْيَا زَائِلَةٌ، هِيَ وَكُلَّ مَا يَرْغَبُهُ النَّاسُ فِيهَا. أَمَّا مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ اللهِ، فَيَحْيَا إِلَى الْأَبَدِ.
18. يَا أَوْلَادِيَ الْأَعِزَّاءَ، جَاءَتِ النِّهَايَةُ. سَمِعْتُمْ أَنَّ عَدُوَّ الْمَسِيحِ سَيَأْتِي. وَالْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَسِيحِ ظَهَرُوا بِالْفِعْلِ. مِنْ هَذَا نَعْلَمُ أَنَّ النِّهَايَةَ جَاءَتْ.
19. هَؤُلَاءِ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لِذَلِكَ خَرَجُوا عَنَّا. لَوْ كَانُوا مِنَّا حَقًّا، لَكَانُوا بَقَوْا مَعَنَا. لَكِنَّ خُرُوجَهُمْ عَنَّا يُبَيِّنُ أَنَّ وَلَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ يَنْتَمِي إِلَيْنَا.