28. كانَ مُمْكِناً أنْ تَقْتُلَ عائِلَةَ جدّي كُلَّها، لكِنَّكَ لَمْ تَفْعَلْ. وضَعْتَني مَعَ النّاسِ الّذينَ يَأكُلونَ مِنْ مائِدَتِكَ. لِذا لا أملِكُ الحَقَّ فِي التَّذَمُّرِ لَدَى المَلِكِ بِشأنِ أيِّ شَيءٍ.»
29. فقالَ الملِكُ لمَفِيبُوشَثَ: «لا تَقُلِ المَزيدَ عَنْ مشاكِلِكَ. إلَيكَ ما قرَّرْتُ: سَتَقْتَسِمانِ الأرْضَ: صِيبا وَأنْتَ.»
30. فقال مَفِيبُوشَثُ لِلمَلِكِ: «يامَولايَ وَمَلِكِي، يَكفي أنَّك أتَيتَ إلَى دارِكَ بسلامِ. فليأْخُذْ صِيبا الأرْضَ كُلَّها!»
31. وَنزِلَ بَرَزَلّايُ الجِلْعادِيُّ مِنْ رُوجَلِيمَ، وَجاءَ إلَى نَهْرِ الأُرْدُنِّ مَعَ المَلِكِ داوُدَ لِيَعْبُرَ النَّهْر مَعَهُ.
32. كانَ بَرَزَلّايُ مُتَقَدِّماً في السِّنِّ، يَبلُغُ مِنَ العُمْرِ ثَمانينَ عاماً. وَقَدْ أعْطَى المَلِكَ طَعاماً عِنْدما مَكَثَ داوُدُ في مَحْنايِمَ لأنَّهُ كانَ رجُلاً غَنِيًّا جِدًّا.
33. فقالَ لهُ داوُدُ: «أُعْبُرِ النَّهرَ مَعِي وسَأعْتَني بِكَ إن عِشْتَ مَعِي فِي مَدينَةِ القُدْسِ.»
34. لَكِنَّ بَرَزَلّايُ قالَ لِلْمَلِكِ: «هَلْ تَعْرِفُ كَمْ أبلُغُ مِنَ العُمْرِ؟ أنا أكْبَرُ مِنْ أنْ اذْهَبَ إلَى مَدِينَةِ القُدْسِ؟
35. أنا في الثمانينَ مِنْ عُمْرِي! فَهَلُ أُمِيِّزُ حُلْوَ الأيّامِ عَنِ مُرِّها! هَلْ اُمّيِّزُ – أنا خادِمَكَ – طَعْمَ ما آكُلُ وَما أشْرَبُ؟ فَما لِي وَالاسْتِماعِ لِلمُغَنِّينَ وَالمُغَنِّياتِ؟ لِماذا يَكُونُ خَادِمُكَ عِبْئاً جَديداً عَلَيكَ ياَ مَولايَ المَلِكَ؟
36. أنا لا أحْتاجُ أيًّا مِنَ الأشْياءِ الّتي تريدُ أن تُعْطِينِي إيّاها. سَأعْبُرُ مَعَكَ نَهْرَ الأُرْدُن مَسافَةً قَلِيلَةً.
37. لَكِنِ اسْمَحْ لِي – أنا خادِمَكَ – فَأعُودَ إلَى دارِيْ، فَأمُوتَ فِي مَدينَتي، وَأُدْفَنَ فِي مَقْبرةِ أبِي وَأُمِّي. فَلْيَذْهَبْ كَمْهامُ خادِمُكَ مَعَكَ يا مَولايَ وَمَلِكِي، وَافْعَلْ بِهِ ما تَشاءُ.»
38. فأجابَ المَلِكُ: «سَيَذْهَبُ كَمْهامُ مَعِي، وَسَأكُونُ لَطِيفاً وَمُحْسِناً مَعَهُ مِنْ أجلِكَ. سأفْعَلُ لَكَ أيَّ شَيءٍ.»
39. فقَبَّلَ المَلِكُ بَرَزَلّايُ وَبارَكَهُ. وَعادَ بَرَزَلّايُ إلَى دارِهِ. أمّا الملِكُ وَالشَّعْبُ كُلُّهُ فَقَدْ عَبَرُوا النَّهْرَ.