3. فَأخَذَ الرَّجُلُ يَقِيسُ النَّهرَ وَعَصا القِياسِ بِيَدِهِ، مُتَّجِهاً نَحوَ الشَّرقِ. فَقاسَ مَسافَةَ ألفِ ذِراعٍ، وَعَبَّرّنِي فِي الميِاهِ، وَارتِفاعُها إلَى كَعْبِ الرِّجلِ.
4. ثُمَّ قاسَ ألفَ ذِراعٍ وَعَبَّرَنِي فِي الميِاهِ، فَإذِ ارتِفاعُهُ إلَى الرُّكبَةِ، ثُمَّ قاسَ ألفَ ذِراعٍ وَعَبَّرَنِي فِي الميِاهِ، وَإذِ ارتِفاعُهُ إلَى الخَصرِ.
5. ثُمَّ قاسَ ألفَ ذِراعٍ، فَإذْ بِنَهرٍ لَمْ أستَطِعْ عُبُورَهُ بِسَبَبِ عُمقِ المِياهِ. إنَّهُ نَهْرٌ لِلسِّباحَةِ لا لِلعُبُورِ بِالأقدامِ!
6. وَقالَ لِي: «هَلْ تَرَى هَذا يا إنْسانُ؟» ثُمَّ أعادَنِي إلَى ضِفَّةِ النَّهْرِ.
7. فَلَمّا رَجَعْتُ، رَأيتُ أشجاراً كَثِيرَةً عَلَى جانِبَيِّ النَّهْرِ.
8. فَقالَ لِي: «هَذا الماءُ يَتدَفَّقُ إلَى المِنطَقَةِ الشَّرقِيَّةِ وَحَتَّى العَربَةِ، وَمِن هُناكَ إلَى البَحرِ الرّاكِدِ حَيثُ تَصِيرُ مِياهُ البَحْرِ عَذْبَةً.
9. وَسَتَعِيشُ الحَيَواناتُ حَيثُ يَتَدَفَّقُ هَذا النَّهرُ. وَسَيَكُونُ هُناكَ سَمَكٌ كَثِيرٌ جِدّاً! لأنَّ هَذا الماءَ يَشفِي كُلَّ ما يَأتِي إلَيهِ. وَكُلُّ ما يَصِلُ إلَيهِ النَّهرُ يَحيا.
10. وَسَيَقِفُ الصَيّادُونَ عَلَى الشّاطِئِ وَيَبسِطُونَ شِباكَهُمْ مِنْ عَينِ جَدْيٍ إلَى عَينِ عِجلايِمَ. وَسَيَكُونُ السَّمَكُ بِكَثْرَتِهِ وَتَنَوُّعِهِ مِثلَ سَمَكِ البَحرِ المُتَوَّسِطِ.
11. وَأمّا المُستَنقَعاتُ وَبِرَكُ الطِّينِ فَلَنْ تُشفَى، بَلْ سَتُترَكُ لِتَكُونَ مَصادِرَ لِلمِلحِ.
12. وَسَتَنمُو كُلُّ أنواعِ أشجارِ الفَواكِهِ عَلَى جانِبَيِّ النَّهرِ، وَلَنْ تَذبُلَ أوراقُها أوْ يَتَوَقَّفَ ثَمَرُها. فَسَتُنتِجُ تِلكَ الأشجارُ ثِماراً فِي كُلِّ شَهرٍ لأنَّ الماءَ يَتَدَفَّقُ مِنَ المَكانِ المُقَدَّسِ. وَسَيَكُونُ ثَمَرُ تِلكَ الأشجارِ طَعاماً، وَأمّا وَرَقُها فَسَيَكُونُ لِلشِّفاءِ.»
13. هَذا هُوَ ما يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ: «هَذِهِ حُدُودُ الأرْضِ الَّتِي سَتُوَزَّعُ بَينَ قَبائِلِ إسْرائِيلَ الاثْنَتي عَشْرَةَ، وَلِيُوسُفَ حِصَّتانِ.
14. فَكَما أقسَمتُ لآبائِكُمْ، فَإنَّكُمْ سَتَنالُونَ الأرْضَ الَّتِي سَتُوَزَّعُ عَلَى كُلِّ واحِدٍ بِالعَدلِ. فَسَتَحصُلُونَ عَلَى هَذِهِ الأرْضَ مِيراثاً وَمُلكاً لَكُمْ.