11. فَقالَ لَها: «إذا رَبَطُونِي بِحِبالٍ جَدِيدَةٍ لَمْ تُستَخدَمْ مِنْ قَبلُ، حِينَئِذٍ، سَأصِيرُ ضَعِيفاً، وَسَأكُونُ كَأيِّ شَخصٍ آخَرَ.»
12. فَأخَذَتْ دَلِيلَةُ حِبالاً جَدِيدَةً، وَقَيَّدَتْهُ بِها، ثُمَّ قالَتْ لَهُ: «الفِلِسْطِيُّونَ هاجِمُونَ عَلَيكَ يا شَمْشُونُ.» وَكانَ هُناكَ رِجالٌ كامِنُونَ لَهُ فِي الغُرفَةِ الدّاخِلِيَّةِ، لَكِنَّهُ قَطَعَها عَنْ ذِراعَيهِ كَخَيطٍ.
13. فَقالَتْ دَلِيلَةُ لِشَمْشُونَ: «إلَى مَتَى سَتَظَلُّ تَهزَأُ بِي وَتَكذِبُ عَلَيَّ؟ أخبِرْنِي كَيفَ يَمكِنُ تَقيِيدُكَ.» فَقالَ لَها: «إذا جَدَلْتِ سَبْعَ خُصَلٍ مِنْ شَعْرِي بِنَولِ النَّسْجِ، وَثَبَّتِّها بِوَتَدٍ، أفْقِدُ قُوَّتِي.»
14. وَبَينَما هُوَ نائِمٌ، أمْسَكَتْ دَلِيلَةُ سَبْعَ خُصَلٍ مِنْ شَعْرِهِ وَجَدَلَتْها بِنَولِ النَّسْجِ، وَثَبَّتَتْها بِوَتَدٍ، وَقالَتْ لَهُ: «الفِلِسْطِيُّونَ هاجِمُونَ عَلَيكَ.» لَكِنَّهُ أفاقَ مِنْ نَومِهِ، وَخَلَعَ الوَتَدَ، وَفَكَّ شَعْرَهُ المَجْدُولَ بِالنّولِ.
15. فَقالَتْ دَلِيلَةُ: «كَيفَ تَقُولُ إنَّكَ تُحِبُّنِي، وَأنتَ لا تَثِقُ بِي؟ ضَحِكْتَ عَلَيَّ ثَلاثَ مَرّاتٍ حَتَّى الآنَ، وَلَمْ تَقُلْ لِي ما يَجعَلُكَ بِهَذِهِ القُوَّةِ.»
16. وَهَكَذا ظَلَّتْ تُزعِجُهُ بِكَلامِها يَوماً بَعْدَ يَوْمٍ، وَتَضْغَطُ عَلَيهِ، حَتَّى جَعَلَتْهُ يَسْأمُ الحَياةَ.
17. فَأخبَرَها بِكُلِّ سِرِّهِ وَقالَ: «لَمْ تَلمَسْ شَفرَةُ حِلاقَةٍ رَأسِي، فَأنا نَذِيرٌ للهِ مُنْذُ وِلادَتِي. فَإذا حُلِقَ شَعْرُ رَأْسِي، أفْقِدُ قُوَّتِي، وَأصِيرُ ضَعِيفاً كَأيِّ إنسانٍ آخَرَ.»
18. فَأدْرَكَتْ دَلِيلَةُ أنَّهُ كانَ صادِقاً مَعَها هَذِهِ المَرَّةَ، فَذَهَبَتْ إلَى سَادَةِ الفِلِسْطِيِّينَ وَقالَتْ لَهُمْ: «تَعالَوا هَذِهِ المَرَّةَ، فَقَدْ صَدَقَ مَعِي.» فَذَهَبَ سَادَةُ الفِلِسْطِيِّينَ حامِلِينَ فِضَّتَهُمْ مَعَهُمْ.
19. وَتَرَكَتْ دَلِيلَةُ شَمْشُونَ يَنامُ عَلَى رُكبَتَيها. وَدَعَتْ رَجُلاً، وَطَلَبَتْ مِنْهُ أنْ يَقُصَّ الجَدائِلَ السَّبْعَ التِي عَلَى رَأسِ شَمْشُونَ. ثُمَّ أخَذَتْ تُذِلُّهُ، وَعَلِمَتْ أنْ قُوَّتَهُ قَدْ فارَقَتْهُ.
20. ثُمَّ قالَتْ: «الفِلِسْطِيُّونَ هاجِمُونَ عَلَيكَ يا شَمْشُونُ!» فَأفاَقَ وَقالَ: «سَأخرُجُ فِي هَذِهِ المَرَّةِ أيضاً، وَسَأنقَضُّ عَلَى القُيُودِ.» لَكِنَّهُ لَمْ يَعرِفْ أنَّ اللهَ قَدْ فارَقَهُ!
21. فَقَبَضَ عَلَيهِ الفِلِسْطِيُّونَ، وَفَقَأُوا عَينَيهِ. وَنَزَلُوا بِهِ إلَى غَزَّةَ، وقَيَّدُوهُ بِسَلاسِلَ بُرُونزِيَّةٍ. وَجَعَلُوهُ طاحِنَ حُبُوبٍ فِي السِّجْنِ.
22. لَكِنَّ شَعْرَ رَأْسِهِ بَدَأ يَنْمُو مِنْ جَدِيدٍ.
23. وَاحتَشَدَ سَادَةُ الفِلِسْطِيِّينَ لِيُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَبيرَةً لإلَهِهِمْ داجُونَ، وَيَبتَهِجُوا بِانْتِصارِهِمْ، إذْ قالُوا: «نَصَرَنا إلَهُنا عَلَى شَمْشُونَ.»