9. وَأعطَتْ مَلِكَةُ سَبَأَ المَلِكَ سُلَيْمانَ مِئِةً وَعِشرِينَ قِنْطاراً مِنَ الذَّهَبِ، وَكَمِّيَّةً كَبيرَةً مِنَ التَّوابِلِ وَالحِجارَةِ الكَرِيمَةِ. وَلَمْ يُقَدِّمْ إنسانٌ تَوابِلَ فاخِرَةً لِلمَلِكِ سُلَيْمانَ كَتِلكَ الَّتِي قَدَّمَتْها لَهُ مَلِكَةُ سَبَأَ.
10. وَجَلَبَ خُدّامُ حُورامَ وَخُدّامُ سُلَيْمانَ ذَهَباً مِنْ أُوفِيرَ. وَجَلَبُوا أيضاً خَشَبَ الصَّندَلِ وَحجارَةً كَريمَةً.
11. فَاسْتَخدَمَ سُلَيْمانُ خَشَبَ الصَّندَلِ في صُنعِ دَرَجٍ لِبَيتِ اللهِ، وَلِقَصرِ المَلِكِ، وَلِصُنعِ قَياثيرَ وَرَبابٍ لِلمُرَنِّمينَ. وَلَمْ يَسبِقْ لأحَدٍ أنْ رَأى مِثلَ تِلكَ الأشياءِ الجَميلَةِ الَّتِي صُنِعَتْ مِنْ خَشَبِ الصَّندَل في أرْضِ يَهُوذا.
12. ثُمَّ أعطَى المَلِكُ سُلَيْمانُ مَلِكَةَ سَبَأَ هَدايا كَثِيرَةً حَسَبَ كَرَمِهِ المَلَكِيِّ. وَأعطاها فَوقَ ذَلِكَ كُلَّ ما طَلَبَتْهُ، حَتَّى إنَّهُ أعْطاها أكْثَرَ مِمّا جاءَتْ بِهِ. وَبَعدَ ذَلِكَ رَجِعَتِ المَلِكَةُ وَحاشِيَتُها إلَى مَوطِنِها.
13. وَجَمَعَ سُلَيْمانُ في سَنَةٍ واحِدَةٍ سِتَّ مِئِةٍ وَسِتَّةً وَسِتِّينَ قِنْطاراً مِنَ الذَّهَبِ.
14. وَفَضلاً عَنْ شُحناتِ الذَّهَبِ الكَبِيرَةِ، كانَ يَحْصُلُ عَلى ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ مِنَ التُّجّارِ الكِبارِ وَالصِّغارِ، وَمِنْ مُلُوكِ العَرَبِ وَوُلاةِ الأرْضِ.
15. فَصَنَعَ المَلِكُ سُلَيْمانُ مِئَتَي تُرسٍ منَ الذَّهَبِ المَطرُوقِ، في كُلِّ تُرسٍ سِتُّ مِئَةِ مِثْقالٍ مِنَ الذَّهَبِ.
16. وَصَنَعَ سُلَيْمانُ أيضاً ثَلاثَ مئَةِ تُرسٍ صَغِيرٍ مِنَ الذَّهَبِ المَطرُوقِ، في كُلِّ تُرسٍ ثَلاثُ مِئَةِ مِثْقالٍ مِنَ الذَّهَبِ. وَوَضَعَها فِي المَبنى المَدْعُوِّ «بَيْتَ غابَةِ لُبْنانَ.»
17. وَصَنَعَ المَلِكُ عَرشاً عاجياً ضَخْماً، وَغَشّاهُ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ.
18. وَكانَ لِلعَرشِ سِتُّ دَرَجاتٍ. وَكانَ لَهُ مَداسٌ مِنَ الذَّهَبِ، وَعَلَى جانِبَيهِ يَدانِ. وَكانَ عَلَى جانِبَيِّ العَرشِ، تَحْتَ اليَدَينِ تَماماً، نَحْتٌ عَلَى شَكلِ أسَدَيْنِ،
19. ثُمَّ اثني عَشَرَ أسَداً: اثنينِ عَلَى طَرَفِي كُلِّ دَرَجَةٍ مِنْ دَرَجاتِ العَرشِ السِّتِّ. وَلَمْ يَكُنْ فِي أيَّةِ مَملَكَةٍ أُخْرَى مِثلُ هَذا العَرشِ.
20. وَقَدْ صُنِعَتْ أقداحُ سُلَيْمانَ مِنَ الذَّهَبِ، وَكانَتِ الأطباقُ فِي المَبنَى المُسَمَّى «بَيْتَ غابَةِ لُبْنانَ» مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ. وَلَمْ يَكُنْ لِلفِضَّةِ أيّامَ سُلَيْمانَ أيُّ اعْتِبارٍ!
21. وَامتَلَكَ المَلِكُ سُفُنَ شَحْنٍ كانَ يُرسِلُها إلَى مَدِينَةِ تَرْشِيشَ مَعَ رِجالِ حِيرامَ. وَكانَتِ السُّفُنُ تعُودُ كُلَّ ثَلاثِ سَنَواتٍ مُحَمَّلَةً بِحُمُولَةٍ جَدِيدَةٍ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالعاجِ وَالقُرودِ وَالطَّواوِيسِ.
22. وَفاقَ سُلَيْمانُ كُلَّ مُلُوكِ الأرْضِ غِنَى وَحِكمَةً.
23. وَجاءَ كُلُّ مُلُوكِ الأرْضِ لِزِيارَةِ سُلَيْمانَ وَلِلاستِماعِ إلَى أقوالِهِ الحَكِيمَةِ الَّتِي وَضَعَها اللهُ فِي قَلبِهِ.
24. فَكانَوا يَتَوافَدُونَ عَلَيهِ كُلَّ سَنَةٍ بِهَدايا مِنْ فِضَّةٍ وَمِنْ ذَهَبٍ وَأسلِحَةً وَتَوابِلَ وَخُيولاً وَبِغالاً.