الرِّسالَةُ إلَى مُؤمِني رُوما 11:17-35 الكتاب المقدس، الترجمة العربية المبسطة (SAT)

17. لَكِنْ إنْ كُسِرَتْ بَعضُ الأغصانِ، وَأنتَ يا غُصنَ الزَّيتُونِ البَرِّيِّ، قَدْ طُعِّمتَ فِي الشَّجَرَةِ، وَصِرْتَ شَرِيكاً فِي الغِذاءِ الَّذِي فِي جَذرِ شَجَرَةِ الزَّيتُونِ الجَيِّدَةِ.

18. فَلا تَتَباهَ عَلَى الأغصانِ المَكسُورَةِ. وَإنْ تَباهَيتَ، فَتَذَكَّرْ أنَّكَ لَستَ أنتَ مَنْ يُغَذِّي الجَذرَ، بَلْ إنَّ الجَذرَ هُوَ الَّذِي يُغَذِّيْكَ.

19. وَرُبَّما تَقُولُ: «لَكِنَّ الأغصانَ قُطِعَتْ لِكَي أُطَعَّمَ أنا فِي الشَّجَرَةِ.»

20. نَعَمْ، وَلَكِنَّها قُطِعَتْ لِعَدَمِ إيمانِها، أمّا أنتَ فَتَثبُتُ بِسَبَبِ إيمانِكَ. فَلا يُصِبْكَ الغُرُورُ، بَلْ كُنْ حَذِراً!

21. فَإنْ كانَ اللهُ لَمْ يَعفُ عَنِ الأغصانِ الطَّبِيعِيَّةِ، فَلَنْ يَعفُوَ عَنكَ أنتَ أيضاً إنْ لَمْ تُؤمِنْ!

22. فَها أنتَ تَرَى لُطفَ اللهِ وَحَزْمِهِ أيضاً. تَرَى صَرامَتَهُ عَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَتَرَى لُطْفَهُ نَحوَكَ أنتَ إنْ ثَبَتَّ فِي لُطْفِهِ. وَإلّا فَسَتُقطَعُ أنتَ أيضاً مِنَ الشَّجَرَةِ.

23. فَإنْ تَراجَعَ اليَهُودُ عَنْ عَدَمِ إيمانِهِمْ، فَسَيُطَعَّمُونَ ثانِيَةً. وَاللهُ قادِرٌ عَلَى أنْ يُطَعِّمَهُمْ ثانِيَةً.

24. فَإنْ كُنتَ قَدْ قُطِعتَ مِنْ زَيتونَةٍ بَرِّيَّةٍ فِي طَبيعَتِها، وَعَلَى خِلافِ الطَّبِيعَةِ، طُعِّمتَ فِي زَيتُونَةٍ جَيِّدَةٍ، أفَلا يَكُونُ مِنَ الأسهَلِ أنْ تُطَعَّمَ الأغصانُ الطَّبِيعِيَّةُ فِي الشَّجَرَةِ الأصلِيَّةِ؟

25. أيُّها الإخوَةُ، لا أُرِيدُكُمْ أنْ تَجهَلُوا هَذِهِ الحَقِيقَةَ العَمِيقَةَ، لِئَلّا تَتَوَهَّمُوا أنَّكُمْ تَعرِفونَ كُلَّ شَيءٍ: لَقَدْ تَقَسَّى بَعضُ بَنِي إسرائِيلَ، وَسَيَستَمِرُّ هَذا الحالُ إلَى أنْ يَدخُلَ العَدَدُ الكامِلُ مِنْ بَقيَّةِ الأُمَمِ فِي عائِلَةِ اللهِ.

26. حِينَئِذٍ، سَيَخلُصُ بَنُو إسرائِيلَ كُلُّهُمْ. وَكَما يَقُولُ الكِتابُ:«سَيَخرُجُ مِنْ صِهْيَوْنَ مُنقِذٌ،وَسَيُزِيلُ مِنْ عائِلَةِ يَعقُوبَ كُلَّ عِصيانٍ.

27. وَهَذا هُوَ عَهدِي مَعَهُمْ عِندَما أُزِيلُ خَطاياهُمْ.»

28. فَمِنْ ناحِيَةِ البِشارَةِ الَّتِي يَرفُضُونَها هُمْ أعداءٌ للهِ. وَهَذا لِمَصلَحَتِكُمْ. أمّا مِنْ ناحِيَةِ اختِيارِ اللهِ لَهُمْ، فَإنَّهُمْ مَحبُوبُونَ بَسَبَبِ وُعُودِ اللهِ لِلآباءِ.

29. لِأنَّ اللهَ لا يَتَراجَعُ عَنْ عَطاياهُ وَدَعوَتِهِ.

30. وَحالُكُمْ شَبِيهٌ بِحالِهِمْ. فَقَدْ كُنتُمْ فِيما مَضَى عاصِينَ للهِ، لَكِنَّكُمْ رُحِمْتُمْ بِسَبَبِ عِصيانِهِمْ.

31. وَهَكَذا عَصُوا هُمْ أيضاً اللهَ بِسَبَبِ رَحمَةِ اللهِ لَكُمْ، لِكَي يُرحَمُوا هُمْ أيضاً.

32. فَقَدْ حَجَزَ اللهُ البَشَرَ جَمِيعاً فِي سِجنِ العِصيانِ، لِكَي يَرْحَمَ الجَمِيعُ.

33. فَما أغنَى اللهَ فِي الرَّحمَةِ! وَما أعمَقَ حِكمَتَهُ وَمَعرِفَتَهُ! مَنْ ذا الَّذِي يَستَطِيعُ أنْ يَتَخَيَّلَ عُمْقَ أحكامِهِ، أوْ أنْ يَستَوعِبَ طُرُقَهُ؟

34. فَكَما يَقُولُ الكِتابُ:«مَنْ ذا الَّذِي يَعرِفُ فِكرَ الرَّبِّ،أمْ مَنْ ذا الَّذِي يُمكِنُ أنْ يَكُونَ لَهُ مُشِيراً؟»

35. «وَمَنْ ذا الَّذِي أعطَىْ اللهَ شَيئاً،حَتَّى يَرُدُّ لَهُ اللهُ دَينَهُ؟»

الرِّسالَةُ إلَى مُؤمِني رُوما 11