2. وَهُوَ يَخدِمُ كَرَئِيْسِ كَهَنَةٍ فِي أقْدَسِ مَكانٍ، أيْ فِي خَيْمَةِ العِبادَةِ الحَقِيْقِيَّةِ. وَهِيَ خَيْمَةٌ لَمْ يَبنِها إنسانٌ، بَلِ الرَّبُّ نَفسُهُ.
3. وَيُعَيَّنُ كُلُّ رَئِيْسِ كَهَنَةٍ بِقَصْدِ تَقدِيْمِ تَقدِماتٍ وَذَبائِحَ. وَلِهَذا كانَ ضَرُورِيّاً أنْ يَكُونَ لِرَئِيْسِ كَهَنَتِنا ما يُقَدِّمُهُ أيضاً.
4. وَلَوْ كانَ هُنا عَلَى الأرْضِ الآنَ لَما صَلُحَ أنْ يَكُونَ كاهِناً، فَهُناكَ أُولَئِكَ الَّذِيْنَ يُقَدِّمُونَ التَّقدِماتِ الَّتِي تَنُصُّ عَلَيْها الشَّرِيْعَةُ!
5. وَما الخِدمَةُ الَّتِي يُؤَدُّونَها إلّا نُسخَةٌ وَظِلٌّ لِما يَجرِي فِي السَّماءِ. وَلِهَذا نَبَّهَ اللهُ مُوسَى عِندَما كانَ عَلَى وَشَكِ أنْ يَنصُبَ خَيْمَةَ العِبادَةِ الأرْضِيَّةِ وَقالَ لَهُ: «احرِصْ عَلَى أنْ تَصنَعَ كُلَّ شَيءٍ حَسَبَ النَّمُوذَجِ الَّذِي أرَيْتُكَ إيّاهُ عَلَى الجَبَلِ.»
6. لَكِنَّ يَسُوعَ قَدْ أُعطِيَ خِدمَةً أعظَمَ جِدّاً مِنْ خِدمَةِ أُولَئِكَ الكَهَنَةِ، وَذَلِكَ بِمِقدارِ تَفَوُّقِ العَهدِ الجَدِيدِ الَّذِي وَسِيطُهُ يَسُوعَ عَلَى العَهدِ القَدِيمِ. وَهَذا العَهدُ الجَدِيدُ مُؤَسَّسٌ عَلَى وُعُودٍ أفضَلَ.
7. فَلَو كانَ العَهدُ الأوَّلُ بِلا عَيْبٍ لَما كانَتْ هُناكَ حاجَةٌ إلَى عَهدٍ آخَرَ يَحِلُّ مَحَلَّهُ.